السلام عليكم .. ألقى (الله) سبحانه العداوة بين الشيطان و بين الملك {أنت }و العداوة بين العقل و بين الهوى و العداوة بين النفس الامارة و بين القلب . و ابتلي العبد بذلك و جمع له بين هؤلاء و أمد كل حزب بجنود و أعوان ;فلا تزال الحرب سجالا و دولا بين الفريقين إلى ان يستولي أحدهما على الآخر و يكون الآخر مقهورا معه,فإذا كانت النوبة للقلب و العقل و الملك فهناك السرور و النعيم و طيب الحياة و انشراح الصدر و الفوز بالغنائم. وإذا كانت النوبة للنفس و الهوى و الشيطان فهناك الغموم و الهموم و الاحزان و ضيق الصدر و حبس الملك . فما ظنك بملك استولى عليه عدوه فأنزي
لا إله الا الله و استغفر الله السلام عليكم ..
ألقى (الله) سبحانه العداوة بين الشيطان و بين الملك {أنت }و العداوة بين العقل و بين الهوى و العداوة بين النفس الامارة و بين القلب .
و ابتلي العبد بذلك و جمع له بين هؤلاء و أمد كل حزب بجنود و أعوان ;فلا تزال الحرب سجالا و دولا بين الفريقين إلى ان يستولي أحدهما على الآخر و يكون الآخر مقهورا معه,فإذا كانت النوبة للقلب و العقل و الملك فهناك السرور و النعيم و طيب الحياة و انشراح الصدر و الفوز بالغنائم.
وإذا كانت النوبة للنفس و الهوى و الشيطان فهناك الغموم و الهموم و الاحزان و ضيق الصدر و حبس الملك .
فما ظنك بملك استولى عليه عدوه فأنزله عن سرير ملكه وأسره وحبسه وصير خزائنه وخدمه له .
ومع هذا فلا يتحرك الملك لطلب ثأره و لا يستغيث بمن يغيثه. و فوق هذا الملك ملك قاهرلا يقهرو غالب لا يغلب و عزيز لا يذل {انه الله }فأرسل اليه ان استنصرتني نصرتك وان استغث بي اغثتك و ان ألتجأت إلي اخذت بثأرك وان هربت إلي سلطتك على عدوك وجعلته تحت اسرك. فإن قال هذا الملك المأسور : قد شد عدوي و وثاقي و احكم رباطي و منعني من الفرار إليك و المسير إلى بابك,فإن أرسلت جندا من عندك يحل وثاقي و يفك أسري أمكنني ان أوافي بابك <فإن قال ذلك احتجاجا على ذلك السلطان و دفعا لرسالته و رضا بما هو فيه عند عدوه خلاه السلطان الأعظم و حاله وولاه ما تولى >.
و ان قال ذلك <أفتقارا اليه و اظهارا لعجزه وانه أضعف و أعجز ان يسير اليه بنفسه و يخرج من حبس عدوه وان من تمام نعمته عليه كما أرسل اليه هذه الرسالة ان يمده من جنده و مماليكه بمن يعينه على الخلاص و يفك قيوده ,فإن فعل ذلك فقد أتم انعامه عليه وان تخلى عنه فلم يظلمه وان العدو عبد من عبيده ,وهو ناظر إلى مولاه بالخوف و الرجاء و التضرع اليه و الالتجاء و الرغبة و الرهبة فهناك تأتيه جنود النصر و الظفر . هيا أيها الموثوق بالمعاصي أرسل اليه بدموع التوبة و الاستغفار . قال صلى الله عليه و سلم {قال الله تعالى :يا ابن آدم ;انك مادعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان منك و لا أبالي,ياابن آدم ;لو بلغت ذنوبك عنان السماء ,ثم استغفرتني غفرت لك,يا ابن آدم ;انك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابهامغفرة }رواه الترمذي و قال حديث حسن صحيح . قال صلى الله عليه و سلم :[ان الشيطان قال :و عزتك يا رب لا أبرح عبادك ما دامت أرواحهم في اجسادهم ,فقال الرب : و عزتي و جلالي لا ازال أغفر لهم ما استغفروني ]أخرجه أحمد . فأي شيء يكلفك الاستغفار سوى ان تقول <استغفر الله >بحضور قلبك انه سلاحك الذي تهلك به الشيطان . فقد قال أهلكت بني آدم بالذنوب و أهلكوني بقول لا إله الا الله و الاستغفار ماذا تنتظر لتهلك عدوك فالعجب ممن عرف ربه ثم عصاه و عرف الشيطان فأطاعه{{أفتتخذونه و ذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا}}سورة الكهف الآية 5 و لاتمل من سلاحك جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :يا رسول الله أحدنا يذنب ?فقال صلى الله عليه و سلم :<يكتب عليه >فقال :ثم يستغفر منه ?فقال صلى الله عليه و سلم :<يغفر له و يتاب عليه >قال :فيعود فيذنب ?فقال صلى الله عليه وسلم <يكتب عليه >فقال :ثم يستغفر منه و يتوب?فقال صلى الله عليه و سلم :<يغفر له ,و يتاب عليه ,ولا يمل حتى تملوا>حسن استغفر الله الذي لا إله الا هو الحي القيوم و أتوب اليه 3مرات غفرت ذنوبه و ان كان فر من الزحف .صححه الألباني اللهم صلي و سلم على نبينا محمد وعلى آله سبحانك اللهم و بحمدك اشهد ان لا إله الا أنت استغفرك و أتوب إليك . و الحمد لله رب العالمين.
الفوائد لابن القيم